الرئيسية » » المازوخية و السادية Sadomasochism

المازوخية و السادية Sadomasochism

السادية وَ المازوخية Sadomasochism

  • السادية : اضطراب نفسي يتجسّد في التلذّذ بِ إيقاع الألم على الطرف الآخر. أيّ التلذّذ بالتعذيب عامةً.
  • المازوخية :اضطراب نفسي يتجسّد في التلذّذ بِ الألم الواقع على الشخص نفسه.أيّ التلذذ بالاضطهاد عامةً.
  • السادو-ماسوشية : اضطراب نفسي خليط ما بينَ السادية والمازوخية، فَ يكون الشخص سادياً حيناً ومازوخياً حيناً آخر.
كان أوّل ظهور لِ مُصطلح السادية في الفترة ما قبل وَ بعد الثورة الفرنسية في عام 1789 ميلادي ،السادية مُصطلح مُشتق من اسم الروائي الفرنسي الماركيز دو ساد، اسمهُ دوناتيه ألفونس فرانسو دو ساد، نشأ في طبقة أرستقراطية، أُشتهِرَ بِ ممارساته العنيفة مع النساء ومجونه العظيم. سُجِنَ عدة مرات بِسبب ذلك، طفحَ الكيل بِزوجته من فضائحه المُتتالية فَ أمرت أن يُتهم بِالجنون ويُقذف بهِ في مصحة عقلية، وَ حدث لها ما شائت.*1
بينما المازوخية أُشتقت من الروائي النمساوي ليوبولد مازوخ الذي كتب رواية (فينوس ذات الحلل الفروية)، كانت روايته تحتوي ممارسات مازوخية جسّدت بعضاً من حياته، حاول كثيراً قبل موته تغيير مُسمى هذه الحالة إلى آخر لا يُشتق من اسمه لكنهُ فشل وحاول من بعده إبنه لكنهُ أيضاً فشل. فألتصق مفهوم المازوخية والخضوعية بمازوخ وكان هذا بمثابة عاراً لرجل.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/85/Masoch.jpg/450px-Masoch.jpg
تمثال لمازوخ موجود في أوكرانيا , مسقط رأسه
غالباً تكون المرأة مازوخية بينما الرجُل سادي وَ ذلك بِسبب التكوين الجسدي لِكلاهُما. فَيكون الرجل ذو جسد ضخم وعضلات بارزة وَ عظام قوية تكفل لهُ ممارسة السادية دون صعوبات تعترض طريقه، بينما المرأة جسدها صغير ورقيق لا يستطيع مقاومة جسد الرجُل. لذلك ترسّخت سادية الرجل ومازوخية المرأة في الأذهان. هذا لا يعني طبعاً انتفاء وجود رجل مازوخي أو امرأة سادية فَ الانحراف عن المُعتاد وَ قلب الأمور أمر وارد جداً في جانب الاضطرابات النفسية.



رُبما يتسائل أحدكُم كيفَ للرجل أو المرأة تقبّل مثل هذه المُمارسات، مسألة التقبُّل تستوجب إما التجربة أو تكرار الحدث دون خوضه. قال في هذا الشأن العالم G.A, Hadfaild : (غريزة الخضوع تقوى أحيانا، فيجد صاحبها لذة في أن يكون متسلطا عليه، ويحتمل لذة الألم بغبطة، وهذه الغريزه شائعه بين النساء، وإن لم يعرفنها ،ومن أجلها أشتهرن بالقدره على احتمال الألم أكثر من الرجل، والزوجه من هذا النوع تزداد إعجابا بزوجها كلما ضربها وقسى عليها)، وَ قال أيضاً محمد زكي عبد القادر بِ مقال في صحيفة الأخبار :(المرأة تحب الرجل العصى، تحب أن تصطدم إرادتها بإرادته، تحب الصراع للظفر تأكيداً لسلطانها، وتحب أكثر من كل شيء الهزيمه أمام إرادته ولكنها تغضب..تغضب وتملأ الدنيا صياحاً وفي قرارة نفسها حلاوة الضعف أمام قوة الرجل).

 

نطاق المُمارسات السادية وَ المازوخية

السادية والمازوخية لا ترتبط بِ المُمارسات الجنسية فقط كما أُشيعَ سابقاً، بل تمّتد لِ تشمل نطاق المُمارسات اليومية، وَ قد تصل أن يُمارسها الشخص دون وعياً مِنه بِ حقيقتها. مثلاً، مشاهدة أفلام الرُعب يُعد فِعل مازوخي حيثُ أنّ الشخص على الرُغم مِن علمه مُسبقاً بأنّ هذا الفيلم يُثير الخوف والرُعب إلّا أنهُ يُشاهد. هذا يدُلّ على استمتاعه بما يُثيره الخوف في داخله. أيّ يستمتع بِ إيذاء نفسه. كذلك السادية.

مستويات السادية والمازوخية

الممارسات السادية تكون بِ مستويات فَ منها الخفيف والمتوسط والشديد ،السادية الخفيفة يُمارسها عامة الناس دون إدراك منهم، بينما المتوسطة يُمارسها شخص مع إدراكه لها وغالباً لا ينتُج عنها أضرار، أو قد تنتج أضرار لكنها طفيفة مثل الكدمة أو جرح سطحي. أما السادية الشديدة فَ يُمارسها الشخص كَ سلوك قهري -مثلما كان يحدث مع الماركيز دو ساد حيثُ كان يعاشر النساء ثُم يُكمم أفواههُن ويُقيدهن فتأخذه النشوة ويٌسبب لهُن عاهات وَ وصل الأمر أن تسبب بموت بعضهن بِطُرق بشعة- أيّ لا يستطيع منع نفسه عنها وتنتج عنها أضرار بالغة مثل العاهات أو الموت.
كذلك المازوخية لها مستويات منها الخفيفة والمتوسطة والشديدة، الخفيفة وهي ما يُمارسها العامة دون إدراك كالأسماء المُستعارة ذات الدلالات الحزينة مثل (أسيرة الكتمان، ملك الأحزان، دمعة قهر،...)، أو أن يكون الشخص مُكتئب ويستمع إلى موسيقى حزينة تُضاعف ألمه النفسي، المازوخية المتوسطة تُرتكب مع إدراك لها مثل المُمارسات المُنتشرة بين الإيمو أشهرها جرح الرسغ وَ ترك الدم ينزف. المازوخية الشديدة هي ما تُرتكب كَ سلوك قهري وأضرارها بالغة وأخطرها ما يُفضي للانتحار.
جميع المُمارسات السادية والمازوخية أيّاً كانت مستوياتها تُفضي إلى التقدم أكثر فَ أكثر في الحالة، أيّ الممارسات المتوسطة بِ تكرارها تُفضي إلى مُمارسات شديدة تُفضي للموت ،أو حدوث عاهة، أو صدمة نفسية شديدة. عادةً يُفضّل المازوخيين ممارسة المازوخية المعنوية لأسباب أوّلها أن الألم النفسي وقعه أشد من الألم الجسدي، بينما الألم الجسدي يُفضي للهلاك إن إشتد على عكس المعنوي، لذلك نجد انتشار المازوخية المعنوية على نطاق أوسع من المازوخية الجسدية.

أسباب السادية وَ المازوخية

هذه الاضطرابات تنشأ في مرحلة مُبكرة من حياة الفرد أيّ منذُ الطفولة ،فَ تكون في باديء الأمر مجرد خيالات تتطوّر إلى مُمارسات فعلية ثم الإدمان عليها. يقول سيجموند فرويد بأنّ السادية والمازوخية اضطراب عقلي ناجم عن صدمات نفسية أو تجارب جنسية مُبكرة. نظريته صحيحة نوعاً ما. مازوخ هوَ ما أُشتق من اسمه مصطلح المازوخية بسبب روايته (فينوس ذات الحلل الفروية) التي تُجسّد بعضاً من فترات حياته. في صغره كان يسكُن مع عمّته، في مرة إختبأ بالخزانة وشاهد العلاقة الجنسية ما بين عمته وعشيقها، عندما أحدث جلبة اكتشفته عمّته وَ عاقبته بشدة. فَ أرتبطت اللذة مع الألم في عقله وأصبح لا يتلذّذ إن لم يشعر بالألم النفسي أو الجسدي.
بشكلاً عام هذه الحالة هي نتاج السلوك الجنسي البدائي في فترة مبكرة من حياة الفرد أو المُحيطين من حوله، فَ الاغتصاب أو التحرش أو الاختطاف أو مشاهدة مواقف يتجسّد بها العُنف. كُل هذا يؤثر في طبيعة الطفل الهشّة. وَ يُفضي إلى تجسديه لإحدى الحالتين.


لقد قمت بالاستعانة بالموسوعة الحرة ويكيبيديا في المقال .

شارك الموضوع :
 
Copyright © 2011. المرجع TheRef - All Rights Reserved . جميع الحقوق محفوظة